من يريد الجودة في الحياة فليبدأ من ذاته أوَّلًا قبل أن يبدأ في الدائرة الأخرى في بيته وعمله وإلى أبعد من ذلك، ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقال. فعلى الإنسان أن يبدأ بنفسه أوَّلًا، وينظر كيف يقوِّم نفسه ويصنع منها ذاتًا جيدة سليمة ومتطورة وراقية لا تشوبها شائبة نقص إلا ما لا استطاعة له على تقويمه، عندها لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا كمال إلا لله تعالى. فالذات الإنسانية بما فيها من فكر ومشاعر وأحاسيس بحاجة إلى تنقية وإعادة تصحيح بعض الاتجاهات فليس كل ما تحمله صحيحًا وليس كل ما تتركه صحيحًا؛ فيجب إعادة تقويم الذات ومعرفة الصحيح وتنميته. وعلى الإنسان أن يهتم بذاته؛ لأنه لن يأتي أحد من خارج ذاته ويقول له طور ذاتك إلا إذا وقعت في خطأ، فقد يبادر بعض الناس إلى نصحك وإرشادك، فلماذا ننتظر الوقوع في الأخطاء، وننتظر من يقومنا ويرشدنا؟